الجمعة, 05.03.2024, 8:23 AM
أهلاً بك ضيف | RSS

الوحدة الإسلامية الجهادية

رسالة عبد الله عزام لجماعة الاخوان - منتدى

[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى » القسم الإسلامي » تعالوا إلى كلمة سواء » رسالة عبد الله عزام لجماعة الاخوان (أما آن أن تعودوا لرشدكم ؟)
رسالة عبد الله عزام لجماعة الاخوان
المقدسيالتاريخ: الثلاثاء, 04.05.2011, 2:30 PM | رسالة # 1
رقيب
مجموعة: المشرفين
رسائل: 27
سمعة: 0
حالة: Offline
موسوعة الذخائر العظام[1] في ما أُثر عن الإمام الهُمام الشهيد عبد الله عزام

المجلد الأول

وثيقة إلى الإخوان المسلمين في الأردن

وثيقة [2]

بسم الله الرحمن الرحيم

[3]إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً.

اللهم اجعل عملنا خالصاً صواباً.

اللهمّ ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنّك سميعٌ قريبٌ مجيب.

اللهمّ ارحم شهداءنا ووفق قادتنا وبارك أخوتنا يا رحيم يا ودود، يا عليم يا حليم ويا كريم ويا عظيم ارحمنا برحمتك في الدارين.

أكتب إليكم من قبيل التناصح والتفاتح ففي الصحيح (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله، قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).

وفي صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد (إنّ الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاّه الله أمركم).

أيها الإخوة الأحبة: إنّ الدعوات إنّما تنصر عندما تكون آصرة المحبة والأخوة هي الرابطة الوحيدة التي تسيرها، وبقدر ما يكون الحب بين أفرادها بقدر ما تنزل الرحمة عليها من ربها، وفي الحديث (أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله) وعن ابن عباس (وهل الإيمان إلا الحب في الله والبغض في الله) وعن ابن عباس (وهل الإيمان إلا الحب في الله والبغض في الله).

والحب هو الذي يدفع النفس للطاعة والتضحية، ويحفزها للتنفيذ والعمل، وإذا فقدت الجماعة هذا العنصر المحرك لها عادت كشركة اقتصادية يتعامل فيها الأفراد مع مسؤوليهم كما يتعامل عمال الشركة مع مديرها[4] وينفذون أوامره بتثاقل، بل بعضهم لا يحب أن يراه ولا يسمع إليه ولو كان لمجرد كلمة وصدق الله العظيم (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر...) آل عمران:159، فهو يمنّ على رسوله صلى الله عليه وسلم أنّه لين قلبه لجنوده، وأتباعه، ولو استعمل معهم الألفاظ القاسية، والكلام الجافي لانفضوا من حوله ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ سيد الأولين والآخرين.

ويقول رب العزة: (وإن يريدوا أن يخدعوك فإنّ حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنّه عزيز حكيم، يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين). الأنفال:62

فالله سبحانه هو الذي يوجه القلوب فهي بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كي يشاء، وهو يوجهها حيث يشاء، ويطلع عليها علام الغيوب ـ سبحانه ـ فإن علم فيها صدقاً وإخلاصاً ملأها حباً له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولعباده الصالحين وإن كانت غير ذلك ـ والعياذ بالله ـ ملأها حقداً وهوى وضغينة ورياء.

والله سبحانه يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: إنّه يكفيك الله والمؤمنون حولك ـ كما ذهب إليه كثير من المفسرين، وذهب بعض المفسرين كابن القيم إلى أنّ المعنى (يكفيك الله ويكفي المؤمنين الله).

وهزيمة الجماعات والأمم إنما تأتي من الخلل في صفوفها، ومن الذنوب التي تظهر في أبنائها، ولذا فقد كان تعقيب القرآن على هزيمة أحد سنة 3 هـ.

(أولمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها، قلتم أنّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم، إنّ الله على كل شيءٍ قدير) آل عمران:65

(إنّ الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنّما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم، إنّ الله غفورٌ حليم).

(ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم[5] بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا، ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم، ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين). آل عمران:152

وقد علّق ابن مسعود رضي الله عنه على الآية، فقال: ما كنت أظنّ أنّ أحداً من الصحابة يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية.

والآيات في الموضوع متوافرة جداً ولا أستطيع استقصاءها في مثل هذا المكان ولكن أريد أن أشير إشارات:

1- الحب في الله هو عنوان فلاح الجماعات والأمم.

2- التنازع والخلافات الداخلية هي سبب الهزائم، يقول الأستاذ البنّا رحمه الله (أيها الإخوان: والله لا أخشى عليكم الدنيا مجتمعة ولكن أخشى عليكم أحد اثنين: أن تنسوا الله فيكلكم إلى أنفسكم، أو تنسوا أخوتكم فيصبح بأسكم بينكم شديداً).

3- علمنا الإسلام أن نقول الحق ولو على أنفسنا: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) النساء:135، (ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا، إعدلوا هو أقرب للتقوى). المائدة:8، ولقد نزلت عشر آيات من السماء لتبرئة يهودي في المدينة اتهم بالسرقة وإثبات السرقة عند أحد المسلمين.

4- أنّ الهوى هو سبب الفساد في الأرض (ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) المؤمنون:71، (إنّ أخشى ما أخشاه عليكم ... ومضلات الهوى، وفي رواية ومضلات الفتن)، وفي الحديث (... حتى إذا رأيتم شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه فعليك بخاصة نفسك).

والإعجاب بالرأي غالباً ناشئ عن الهوى لأن صاحبه يرى نفسه أنّ أفهم أو أعلم أو أحكم من غيره ومن هنا ينشأ العجب بالرأي والإصرار عليه ومحاولة الآخرين بين الفينة والفينة والأخرى للاقتناع به ويزين لهم الأمر وتلطخ صورة الرأي الآخر حتى ينجح الرأي المعجب به صاحبه.

5- علمنا الإسلام أن نعرف الفضل لبعضنا (ولا تنسوا الفضل بينكم إنّ الله بما تعملون بصير) البقرة:237

ولقد عرف السلف الفضل لأهل السابقة في الإسلام، وأنزلها الله وحياً يتلى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه...) التوبة:100

(والذين جاءوا من بعدهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) الحشر:10

قال الشافعي عن أحمد : (لقد خرجت من بغداد وما خلفت فيها رجلاً أورع ولا أزهد ولا أعلم من أحمد بن حنبل).

وقال:

قالوا يزورك أحمد وتزوره قلت المكارم لا تفارق أحمدا

إن زارني فبفضله أو زرته فلفضله فالفضل في الحالين له

وقال أحمد عن الشافعي:

(ما دعوت الله من ثلاثين عاماً، إلا ودعوت للشافعي).

بمثل هؤلاء تقوم الأمم وتنتصر الجماعات وعلى أمثالهم تتألف القلوب وتلتقي الأفئدة.

6- إنّ دعوتنا دعوة إسلامية يحكم بها الإسلام أصلاً وفصلاً ويرجع فيها إلى الكتاب والسنة، فمصلحة الدعوة إنّما تنبثق مما يرضي الله ورسوله، ولا يجوز استعمال وسائل لا يرضاها الله ـ عز وجل ـ للوصول إلى نتائج نظنّ أنّه يرضاها. فالغاية لا تبرر الواسطة في هذا الدين. ولا يجوز أن نستعمل مقياس لينين (في سبيل المصلحة افعل ما شئت) فالغاية يجب أن تكون ربانية والوسيلة ربانية. فلا يجوز الكذب من أجل مصلحة الدعوة ولم يجوز الاسلام الكذب إلا في حالات ثلاث ـ كما نعلم ـ ولا يجوز السرقة من أجل الدفع للدعوة والجهاد وهكذا.

بناءّ على ما تقدّم أقول ما يلي:

إني أرى في الدعوة خطاً معجباً برأيه يستعمل كل وسيلة لطمس آراء الآخرين ولإبعادهم عن الأنظار حتى لا يرى في ساحة الجماعة إلا الحفنة التي توافقهم في كل شيء أو في معظم الأشياء ولا أريد أن أضرب أمثلة عن غيري، بل أضرب أمثلة فيما[6] عانيته وأعانيه منذ سنواتٍ مع هذا الخط.

لقد لاحظت من خلال عشرات الشواهد التي عشتها واقعاً حياً في نفسي ألماً وحزناً وحسرة أنّ بعض إخواني يقصد تحطيمي لا لشيء إلا لأنهم يريدون أن لا آخذ أصواتاً في مجلس الشورى، أو في المكتب، هذا تفسيري وتصوري والنتيجة التي خرجت بها من خلال المعاناة الطويلة مع هؤلاء.

طالما رددت في نفسي كيف ينظر الله إلينا ونحن على هذا الحال؟ كيف ينزل الله رحمته أو نصراً أو سكينةً على قلوب بمثل هذا؟

كنت أشعر ولا زلت أنني عندما أجلس مع بعضهم كأنني جالس مع عميد الكلية الذي يتربص بك الدوائر ينظر منك هفوة فيضخمها حتى تصبح جريمة، ويترقب منك كلمة حتى ينتزعها من مكانها ليوغر بها عليك الصدور، ويؤلب عليك النفوس.

وكنت أحتسب ذلك بيني وبين الله ولا زلت، ولو استطعت أيها الإخوة أن أعيش خارج هذه الدعوة لفعلت، فراراً بقلبي إن كان بقي فيه صفاء، الذي صرت أفتقد خشوعه في ساعات الخشوع بين يدي رب العالمين، ورحمة بصدري الذي كان منشرحاً يتسع لإخوانه ليضمهم بين حناياه وأضلاعه.

كنت ألاحظ كثيراً أنّ الناس الذين تجمعني بهم صحبة السجن يقبلون عليّ ويهفون لرؤيتي ويتوقون لحديثي وعندما يكتب الله ـ عز وجل ـ لبعض هؤلاء أن يتشرفوا بحمل هذه الدعوة، يبدأون التنكر لي، ثم يخفت صوت الحب الذي جمعني وإياهم في بيوت الله ثم أشعر أنّهم يحلمون في نفوسهم عليّ، بل يتجرأون عليّ سواء طلبة جامعة أو موظفين أو غير ذلك.

أقترب منهم، وأحسن إليهم، وأتوق لرؤيتهم ومع ذلك لا أشعر منهم سوا[7] الجفاء التدريجي، فكنت أقول في نفسي: نحن حببنا إليهم هذه الدعوة ـ بإذن ربهم ـ ثم بدل أن ندفعهم نحو الله، وبدل أن نزيد رباطهم بهذه الدعوة ورجالها تكون النتيجة هكذا... إذن فنحن أفسدنا عليهم فطرتهم، وأضررنا بقلوبهم وإليكم بعض الشواهد القليلة التي وصلتني والتي رأيت بعضها وهي قليل من كثير:

1- أحد أعضاء المكتب يسأل إمام مسجد (عبد الرحمن بن عوف) من الذي قدّم عبد الله للإمامة في الصلاة؟ والإمام أحد تلاميذنا في كلية الشريعة.

كيف ستصبح نظرة هذا الأخ الشاب إلينا حيث ينظر إلينا أنّنا قدوة يقتفي أثرنا، ثم كيف بعدها يثق في جماعة هذه صفات قادتها، إني أعلم أنّ نفسيته ستتحطم تدريجياً حتى يترك الصف.

إنّ الجواب من الأخ المسؤول حاضر أنّ الناس يتكلمون على إمامة عبد الله، ولكن لا أدافع وليس فخراً أنّ كثيراً يراجعونني لماذا لا تؤمنا إلا تأثم وأنت موجود أن تترك العوام يتقدمون للإمامة، فأقول: إنّ إمامة المفضول جائزة.

2- لقد جربت على هذا الأخ المسؤول أكثر من مرة أنه ينقل ما يدور بيننا من خلافات في مجالسنا الخاصة: ينقلها ل طلاب الجامعة، وتتداولها النساء.

دعاني قسم التاريخ مرة لإلقاء محاضرة فيجتمع طالبان ممن علمهم هذا الأخ أخطائي وأنّي لا أمثل الجماعة فيريان أن يأتيا لهذا الأخ حتى يمنعني من المحاضرة ثم يعقب أحدهما أنّ الذي يمثل الجماعة أمثال فلان (هذا الأخ) وأمثال همام. إنّ فلاناً (الأخ الكبير هذا) هو الشخص الأول في الدعوة في الأردن.

ويقول هذا الطالب: إنّ عبد الله أخطأ في كذا وكذا ـ كلام دار بيني وبين الأخ الكبير وبين أبي حمزة.

3- يأتينا هذا العام طالب ممن يدرس في الغرب وممن تربو على يد هذا الأخ الكبير فيقول لي: جئتك مسرعاً لتسامحني لقد آذيتك وتكلمت عليك، وعندما دعوناك هذا العام ولم تأتنا خشيت أنّك قد عاجلتك المنية فخشيت أن ألقاك بذنوبي عند الله فتأخذ من حسناتي فطمأنت نفسه وأرضيت خاطره[8] وهدّأت من روعه.

4- وقفنا في الصلاة وبعد الايذاء الكثير الذي لحقني من إخواني قررت بيني وبين نفسي ألا أتقدم للصلاة وهم موجودون، ونظر الناس وليس من أحد يؤم بالناس فتقدمت وبعد أن وقفت قريباً من وقفة الإمام إذا بأخ ممن تربوا على يد هذا الأخ يقول: تقدم يا كاظم فرجعت ليتقدم كاظم (أحد تلاميذنا من كلية العلوم).

5- منذ ثلاث سنوات أقصيت إقصاءً تاماً عن قسم العاملين فلم أحضر كتيبة ولم أشهد رحلة ولم أدع إلى اجتماع تنظيمي، وجاء العذر الذي يحمله هذا الأخ وهو أنّ عبد الله متفرغ لقسم الجامعة، فكلما طلبت انبرى الأخ يقول: هو متفرغ معنا، وليتكم تعلمون ماذا لي في قسم الجامعة! وما هو دوري.

إنّ أي طالب من الطلاب المسؤولين في الجامعة رأيه مقدم على رأيي، بل كثيراً ما أستحيي من نفسي وأنا أراجع بعض الطلبة المسؤولين عن الكليات لتنظيم بعض الطلبة أو رؤيتهم لأنّ هؤلاء الطلبة البعيدين عنا يحسبون أنّني على شيء وأن لي الأمر كله أو عشره فأرى الطالب المسؤول يهمل كلامي ولي عودة مع قسم الجامعة.

أقول أقصيت عن قسم العاملين بينما كل الإخوة الذين يشتغلون مع قسم الجامعة ويتسلمون الكليات يدعون إلى الكتائب والرحلات وغيرها وهم يتفلتون لأنّ طاقتهم دون ما يحملون وأنا أذوب حسرة من بعيد لا لحبي بالكلام أو التصدر بل للكنود العجيب والجحود الكبير لحق الأخوة الذي بيني وبين هؤلاء المسؤولين.

6- بعد نجاح الهيئة الإدارية الجديدة في صويلح قسمت المناصب: الأخ الكبير نائب للشعبة، فلان أمين سرها، فلان مسؤول عن قسم الأسر، فلان مسؤول عن قسم نشر الدعوة، عبد الله مسؤول قسم الصلات الإجتماعية: الضيافات والتعزيات وكأنّ هذا يحتاج إلى قسم، ومسؤول عن ماحص وليس في ماحص أسرة واحدة، وقال أحد الحاضرين أعطو أبا محمد كذا فقال بعضهم: يكفيه وكيل أول لنائب الشعبة، شعرت أنّهم يعاملونني كولد صغير ويسخرون من عقله بلعبة من العهن.

وجاء ذكر الأسر فقالوا: عندنا أسرة مفتوحة فقال أبو... أنا آخذها ولكن عندي أسرة مغلقة فمن يأخذها فعندما لم يجدوا لها أحداً قلت أنا آخذها فقال أبو...: لا أنا آخذ الأسرتين لأنّ أبا محمد متفرغ للجامعة، فلم أتكلم وتجرعتها.

وفي اجتماع لاحق للشعبة قال رئيس قسم نشر الدعوة أنا لا أستطيع أن أقوم بالقسم وأنا أقترح إعطاءه لأبي محمد فقال نائب الشعبة، لا ولم أنبس بكلمة.

وجاء ذكر الأسر مرة أخرى فقالوا هناك أسرة تحتاج نقيباً فلم يجدوا أحداً فقالوا أعطوها لأبي محمد فانبرى نائب الشعبة ليقدم التبريرات لعدم إعطائها لي وطال الجدال بنيهم (25) دقيقة هو يصر على صرفي عنها وهم يريدون تعليلاً مقبولاً. وأنا صامت فقالوا لماذا لا تتكلم يا أبا محمد فقلت: إنّ نائب الشعبة مستعد أن يجادلكم حتى الصبح حتى لا آخذ الأسرة، وشكوت لهم بعض آلامي.

7- جاء أحد طلابنا من الضفة الغربية ـ ممن تخرجوا من الجامعة ـ فسأل أبا... عني فقال له بحضور أخ كبير آخر، لماذا تسأل عنه، إنّ أبا محمد ليس مسؤولاً في الدعوة.

8- يمسك أحد الإخوة ممّن تربوا على أيدينا طالباً في الجامعة فيقول له: أيهم أحب إليك عبد الله أم دعوتك، دعوتك أولى ويبدأ بالكلام عليّ.

9- في خطبة ابني وعند توزيع البطاقات [9] يذهب نائب الشعبة من فوره ويخلوا بأحب الشباب إلينا وأشعر بيني وبينهم [10]، فيقول لهم ما يقول عن السرف وأين الزهد ـ ولا يعلم أحد ماذا أريد أن أفعل ـ ولقد أوغر صدورهم عليّ حتى لم يحضر بعضهم الخطبة. وفي دارنا عندما وزعت المصاحف قال أحد الجالسين ـ إنّها سنة حسنة ـ فانبرى نائب الشعبة ليقول: لو كانت حبة شوكولاتة أفضل ولو زوجت ابنتي ما فعلت إلا هذا، فتألم بعض الحاضرين من هذا الموقف، والغريب: أنّ نائب الشعبة أوغر صدور أخوتنا ثمّ جاء وقال لي: إنّ إخوانك عاتبون عليك.

وأمّا زوجته المسؤولة عن قسم النساء فقد وقفت في المركز الإسلامي تعاتب أم محمد وبغضب شديد عن هذا العرس وعن الآثام التي حصلت فيه ـ والله يعلم أنه لم تحصل مخالفة واحدة للشرع كما أعلم هذا ـ أمام حوالي عشرين طالبة من طالبات الجامعة.

وفي مجلس آخر تقول زوجته لطالبات الجامعة وفي المركز الإسلامي: انظرن زهد عبد الله عزام في حفلة ابنته وانظرن إلى بيته الجديد فيه تدفئة مركزية.

وتأتي طالبة خريجة من تلميذاتنا من الضفة الغربية فتأتي إلى بيتنا لتسأل عن صحة تصوير ابنتي فقالت لها أم محمد: نعم ولكن هل عرفت كيف أخذت الصورة: لم يكن حاضراً سوى العريس وابنتي وأنا وأمّه، والمصور أنس بن أبي أنس[11] والكمرة[12] لدار أبي أنس تسحب صورة واحدة فورية وتم الاشتراط على أمّه أن لا يراها أحد أبنائها وإنّما تريد أن ترسلها إلى أخت العريس في السعودية تعيش مع والدها.

وفتاة أخرى من طالبات الجامعة جاءت من الكويت وزارتنا وسألت فوراً أم محمد عن التصوير.

هذا مع العلم أنّ الحفلة استوهب فيها العريس 300 مصحف بـ 81 دينار، وفصلت بنفسي أرخص الكاسات [13] في السوق 12 قرشاً للكاسة واشترى منها 150 كأساً للنساء والأطفال بـ 18 ديناراً مع أنّني حاولت أن لا تكون حفلة خطوبة وكنت أريد أن أنشر الخبر في الجريدة حتى يتمّ إشهار النكاح ولكن خشيت على الأخ من المخابرات أن يضايقوه ويمنعوا تعيينه.

أين نحن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شرّ الناس: المفرقون بين الأحبة، المشاؤون بالنميمة الباغون للبراء الغيب).

10- أمّا قسم الجامعة: فقد علم الله أنّ أثقل جلسةٍ عليّ في الأسبوع هذه الجلسة لما أرى من غمض حقي وإهمالي. كنت إذا اقترحت رأياً عارضه رئيس الجلسة، فآثرت السكوت، وأحياناً أفكر أن أقترح اقتراحاً معاكساً لما أرى حتى تتم الموافقة على عكسه.

كثيراً من الشباب يكونون معي ثم يؤمرون أن يتركوا ـ من قبل المسؤول ـ وتمضي عليهم أشهر دون أسرة وهذا وضع أحب إلى المسؤول من أن يكونوا معي، ويراجعني الشباب مرات فأقول لهم ارجعوا إلى المسؤول.

بعد الجلسة الأسبوعية أبقى أحياناً متضايقاً طيلة اليوم، وأحياناً أتعب نفسياً وجسدياً وتعرض لي مواقف الايذاء في الصلاة كثيراً وتقطع خشوعي وتذهب قنوتي.

ترتب المحاضرات والندوات فيعرض اسمي من قبل الإخوة فإذا وافقوا على المس ولم يستطع دفعي نظر إليّ وقال: هل أنت موافق، فأقول: لا فيشطب اسمي.

جامعة اليرموك: كنت أدعى لها مرة أو مرتين في السنة ومنذ أن تولى هذا الأخ ترتيب المحاضرات لم أدخلها.

11- أحد الإخوة من جامعة اليرموك يسأل يوسف... على انفراد ما رأيك بعبد الله فيقول ما يقول فيرد الطالب: إنّ عبد الله يحمس الشباب ويرسلهم إلى أفغانستان.

12- لقد نظم هذا الأخ برنامج الأسر التمهيدية فنظرت فيه: فإذا الكتاب الذي كتبه (الإخوان في سطور) مقسم على عدة أشهر أما الكتاب الذي ساهمت في كتابته (الدعوة الإسلامية) فلم يرد إلى في نصف أسرة.

13- مساجد صويلح: قالوا اقترحنا خطيباً لمسجد عبد الرحمن بن عوف فقال أبو...:عديلي، فسعيت له أنا وأبو ... فعيّن، وقالوا: المسجد الكبير (الشيشان) يحتاج إلى خطيب فقال أبو أنس: أبو... فذهبت بنفسي وقدمت له طلباً ووافقوا عليه، أمّا بالنسبة لمسجد الشيشان فلم يكلفني أبو... إلاّ مرة واحدة بالخطبة فيه، وبعد الخطبة قدّم تلاميذه تقريراً لقسم الرصد أنّ الناس خرجوا يسبون على عبد الله.

كنت أدرس في المسجد درساً صباحياً فجاءوا إلى البيت لتقسم الدروس الصباحية (الغنائم) وقسموها وضاع الدرس، وحجة التقسيم أنّي أسيء إلى الدعوة بدروسي وإفتاءاتي.

14- كان عندي بعض الناس القريبين علينا من عمان وكانت جلسة عامرة فسألوا عن إبراهيم زيد فقلت يخطب خطبة فتغضب الدولة فيمنع من الخطابة ثم يعود فقال أبو ... رأساً: هذا غير صحيح بل كذب. وصبرت لله، وساق الله في تلك الليلة إبراهيم زيد على غير موعد وفي سياق الحديث قال: أنا ممنوع من الخطبة من شهرين أو ثلاثة فقلت سبحانك يا رب.

15- كنت أكمل ببعض الناس الذي يتأخرون عشرين ركعة أقرأ جزءاً، وذات مرة حضر معنا أبو... وكنت أعقب على بعض الآيات بالشرح بعد كل ركعتين، فقلت: إنّ المهاجرين لم يسمح لهم بالبقاء في مكة في حجة الوداع أكثر من ثلاثة أيام، فقال أبو... وأمام الطلاب هذا كلامٌ خطير، فقلت له: لقد قرأته ثمّ أنهيت الجدال. وبعد أن ذهب الأخ قمت إلى بعض الكتب في المسجد واستخرجتها منه وقرأته على الطلاب.

16- لقد عاتبت أبا... في المكتب السابق عن قيامه بالدعاية لمحمود سالم فأنكر الدعاية ثم ذهب بنفسه إلى محمود سالم وأخبره أني اشتكيت عليه، ومرت الأيام وسمعت من أبي... أكثر من مرة أن أكبر خطأ اخطأته أنّي نجحت هذا الشخص في مجلس الشورى.

17- لقد كان بعض الشباب يأتونني يقولون لي: ما بالهم يضيقون عليك، لقد قيل: انتخبوا فلاناً ولا تنتخبوا فلاناً وكنت أخشى على نفوس هؤلاء الشباب الذين ينقلون الكلام فإمّا أن أصمت وإمّا أن أمدح أبا... حتى لا تتمزق نفوسهم وييأسوا من الأسوة والإخوة الكبار.

إنّ جواً كهذا يتربى في الصغار لهو قاتل لأرواحهم، ممزق لنفوسهم، محطم لآمالهم.

18- لقد ذهبوا إلى أحد الإخوة وقالوا له: نخشى أن يترك عبد الله الدعوة ونحن خائفون على الشباب المتأثرين به.

أيها الإخوة: إنّني جد آسف أن آخذ من أوقاتكم التي يجب أن تصرف إلى قضايا كبرى. ولكن الصف الداخلي والجبهة الداخلية مهمة جداً.

إنّني أتساءل كيف يصلح الله أعمالنا وهو يقول: (إنّ الله لا يصلح عمل المفسدين). يونس:81، كيف يبارك الله جهودنا وهو يقول : (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). الأنفال:46

إنّ الله لا يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاّه الله إليكم أمركم/ أحمد صحيح.

بأي اسمٍ أعتب:

1- أباسم الأخوة التي تفرض علينا أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا.

2- أباسم الزمالة في العمل وإن الله يسأل عن صحبة ساعة.

3- أباسم الجيرة ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه (قالوا يا رسول الله: إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتكثر الذكر ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في النار).

إنّ الجيران من أهل الجاهلية يدافعون عنا ويحترموننا أفلا يكون إخواننا أولى بهذا منهم.

أين نحن أيها الإخوة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق)، وفي رواية ثم قرأ (والذين يؤذون المؤمنين) رواه أحمد ورجاله ثقات.

أين نحن من أحاديث النميمة وعلى رأسها حديث البخاري (مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين يعذبان ... أمّا أحدهما فكان يمشي بالنميمة.

ألم تسمع قوله صلى الله عليه وسلم: (فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) الترمذي وصححه.

وقد حكت عائشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنساناً فقال صلى الله عليه وسلم : (وما أحب أن حكيت لي إنساناً وأنّ لي كذا وكذا) الترمذي، وقال: حسن صحيح.

أعوضاً أن نحمي أعراض إخواننا في غيبتهم امتثالاً للحديث: (من ذبّ عن عرض أخيه الغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار). رواه أحمد بإسناد حسن.

(ما من امرئ مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته).

بدل هذا نحن نتولى الوقوع والايقاع في أعراض إخواننا أين نحن من حديث (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

أين نحن من حديث (إنّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنّم) البخاري.

أين نحن من حديث (إياكم والظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا ـ ثلاثاً ـ وأشار إلى صدره بحسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله). رواه الشيخان.

أين نحن من حديث أنس (يطلع عليكم رجل من أهل الجنة ثلاثة أيام... فتبعه عبد الله بن عمرو فبات معه ثلاث ليال فلم يره يعمل كبير عمل فقال الرجل "وهو سعد" ما هو إلاّ ما رأيت غير أنّي لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك) رواه الشيخان.

أين نحن من حديث عبد الله بن عمرو (قيل يا رسول الله: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا.. فما مخموم القلب قال: هو التقيّ النقيّ لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) رواه ابن ماجة بإسناد صحيح.

أيها الإخوة معذرة للإطالة عليكم وغفر الله لنا أجمعين.

كنت أريد أن أبقي هذا في نفسي أشكوه إلى الله وكنت أقرأ كثيراً (إنّما أشكو بثي وحزني إلى الله) يوسف:86 (فصبرٌ جميل والله المستعان) يوسف:18، وأقول كما قال الله (أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا) يوسف:90، لماذا؟ (إنّه من يتقّ ويصبر فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين)، وكنت أمتثل لقول الله (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً، إنّ الله بما يعملون محيط) آل عمران:120.

(ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) فاطر:43

ولكنّي أخيراً آثرت إطلاعكم عليه لأنّي رأيت أنّ هذا اتجاهاً في داخل الجماعة، وأنا ألتزم أوامركم مع أنّني أتهم بعدم الانضباط وأقف حيت تأمرون.

ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا.

ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين.

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

وسبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


http://saaid.net/twage3/108.GIF
 
منتدى » القسم الإسلامي » تعالوا إلى كلمة سواء » رسالة عبد الله عزام لجماعة الاخوان (أما آن أن تعودوا لرشدكم ؟)
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

Copyright MyCorp © 2024
استضافة مجانية - uCoz